بحث
لماذا أجد صعوبة في تغيير أحد سلوكاتي؟
- بثينة غمّام

- 28 أبريل 2021
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 1 أغسطس 2021
في لحظة من لحظات حياتك، في موقف محدّد من المواقف، عشت تجربة معيّنة في ظرف معيّن و بحيثيّات معيّنة.
في تلك التّجربة، في تلك اللحظة، قد تكون سمعت من أحدهم حكما سلبيّا و لم تردّ أو أوصافا سلبيّة جعلتك تصدّق بأنّك أنت هو فعلا ذلك الشّخص بذاك الوصف السّيء.
أو قد تكون عشت موقفا وجدت فيه نفسك عاجزا أو ضعيفا فحكمت على نفسك بالضّعف و العجز.
تلك اللحظة ليست بالضّرورة صدمة كبيرة أو حدثا دراميّا. تلك اللحظة يمكن أن تكون مجرّد موقف بسيط و لكنّه موقف مفصل في حياتك. لأنّه انطلاقا من تلك اللحظة نشأ في عقلك اللاواعي معتقد خاطىء عنك. هذا المعتقد سيظلّ راسخا فيك، محدّدا لتصرّفاتك
و سلوكاتك و ردود أفعالك و هذه السّلوكات لن تتغيّر أبدا ما لم يتمّ تغيير ذلك المعتقد.
و في معظم الأحيان سيتطلب تغيير ذلك المعتقد اشتغالا على تلك اللحظة التي نشأ فيها.
و هذا ما يفسّر عجز الكثيرين عن تغيير سلوكاتهم رغم رغبتهم في ذلك و رغم ترديدهم المتكرّر و المتواصل للتّوكيدات الإيجابيّة و غيرها من التّقنيات.

و ليكون حديثي أقرب للفهم، أدرج لكم حكاية الآنسة "أ":
الآنسة "أ" تتعرّض لمضايقات شديدة من زملاءها في الدّراسة: احتقار، استبعاد، استخفاف بآراءها، إقصاء و تهميش لدرجة شارفت معها على الانهيار.
حاول والد الآنسة "أ" أن يخلّصها من خجلها و أن يجعل منها فتاة أكثر جرأة بأن جعلها تنخرط في نادي للمسرح و لكن لم ينفع معها الأمر.
و حاولت الآنسة "أ" أن تكون أكثر صلابة و جرأة أمامهم و لكن بدون جدوى ثمّة أمر ما تجهله، يشلّ لسانها و يجعلها عاجزة عن الردّ و الدّفاع عن نفسها.
مع الآنسة "أ" اشتغلنا على تلك الطفلة التّي كانتها و التّي كان يقال لها دائما كلما تحدّثت " اصمتي أنت. أنت لا تعرفين مثل هذه الأمور "
اشتغالنا على هذه المواقف و تحريرنا للطفلة من إعتقادها بأنّها لا تستطيع الكلام، أعاد لها قدرتها على التّعبير و الدّفاع عن نفسها و بالتّالي على إثبات وجودها وسط المجموعة.
و لهذا بالتّحديد أخبرتكم سابقا بأنّ تغيير المعتقد يؤدّي إلى تغيير السّلوك و بأنّه من غير الاشتغال على هذه المعتقدات المخفيّة في عقلنا اللاواعي لن يتمكّن معظم الأشخاص من تغيير سلوكاتهم و إن سعوا إلى ذلك.
و أوّل خطوات التّغيير تبدأ باتّخاذ قرار التّغيير فحينها ستنفتح أمامك أبواب ما كانت لتنفتح لو لم ترغب في إحداث التّغيير الفاعل في حياتك.



تعليقات