ما سيحدث أثناء حصّة المرافقة النّفسيّة هو أنّك ستتّصل بي لأنّك ترغب في تغيير أحد سلوكاتك ( اقرأ صفحة من المعني بحصص المرافقة النّفسيّة؟) ستخبرني بمشكلك بالتّحديد و سنحدّد الإحساس الذّي يولّده فيك ذاك المشكل، سأشجّعك على عيش و استقبال ذاك الإحساس و رويدا رويدا سنمضي إلى تلك اللحظة التي عشته فيها لأوّل مرّة في حياتك
لا تقلق بهذا الشّأن فأنت لن تكون مضطرّا لتذكّر أيّ شيء. أنت فقط ستكون متّصلا مع أحاسيسك بشكل يستحضر ذكرياتك التي لها علاقة مباشرة بذلك الإحساس
.إذا ستجد نفسك في لحظة ما من لحظات الحصّة بصدد عيش ذكرى من ذكريات ماضيك أو بالتّحديد حدث دقيق من أحداث ماضيك
ذلك الحدث عشته في الماضي بطريقة معيّنة لم تلبّي احتياجك النّفسيّ، فظل مخزّنا في عقلك اللاواعي إلى أن عشت مجدّدا في حياتك حدثا آخر أثار فيك ذات الشّعور
:و لتفهمني أكثر سأورد لك هذه الأمثلة
.المراهق " ي " يعاني من نوبات هلع متكرّرة جعلته يكره الخروج من البيت و الذّهاب إلى المدرسة
اشتغالنا على إحساس الهلع حملنا إلى اللحظة التي شعر فيها بنفس الشّعور لأوّل مرّة في حياته حين علم بالصّدفة بمرض أمّه بمرض السّرطان. هذا الطفّل لم يفصح في حينها و لم يعبّر عن خوفه و بالرّغم من أنّ أمّه شفيت إلا أنّه ظل يعاني من نوبات الهلع و وحده إشتغالنا على تلك اللحظة حرّره من خوفه و أعاد له رغبته في الخروج من البيت و الدّراسة
الآنسة " أ " تعيش منذ سنتين في حالة انتظار لأن يتبدّل شيء ما في حياتها. تنتظر التغيير من الخارج و لا تفعل أيّ شيء لتحدث ذلك التّغيير
باشتغالنا على إحساسها عدنا إلى لحظة من حياتها عاشت فيه موقفا أحسّت أثناءه بالعجز عن الفعل. في ذلك الموقف كانت تنتظر حلاّ يأتيها من والدتها أو خالتها. و لكنّ الحلّ لم يأت و إحساسها بالعجز ظلّ مخزّنا في عقلها اللاواعي و عاود الظهور في السنتين الأخيرتين من حياتها. اشتغالنا على ذلك الموقف جعلها تخرج من حالة الانتظار و تأخذ بزمام أمورها
الآنسة " م " تعاني من قلة الثّقة في نفسها، اشتغالنا على ذلك الشّعور حملنا إلى كلّ المواقف التي كانت أمّها تردّد فيها على مسمع
.منها جملا تقول فيها في كل المناسبات بأنّ " م " خجولة و غير قادرة على التعبير و ليست بجرأة أختها
.اشتغالنا على تلك المواقف أعاد ل" م " جرأتها و ثقتها في نفسها
أرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت في ذهنك فحصّة المرافقة النّفسيّة ليست حصّة ستمضيها في سرد تفاصيل حياتك كما في عيادات الطبّ النّفسيّ و لكنها حصّة سأحملك فيها إلى تلك اللحظات التي عشتها كلحظات صدمة
و إن كانت بسيطة جدّا
تلك اللحظات التي وجدت فيها نفسك عاجزا عن التّعبير أو البكاء أو الصّراخ أو غيره. تلك اللحظات التي تجمّد فيها إحساسك و لم تلبّي فيها احتياجك النّفسيّ
اشتغالنا على تلك اللحظات، يعيد لك قدرات خلتها غير موجودة فيك، يفرّغ شحنة من الطاقة لم يتمّ تفريغها في وقتها و يغيّر معتقدا
.خاطئا نشأ فيك وقتها ممّا سيؤدّي إلى تغيير سلوكاتك وتطوير ذاتك
كلّ هذا يكون في إطار مريح من الاستماع الجيّد و الحضور السّلس و الإحساس بالثّقة و من دون أيّ حكم على ما ستسرده عليّ من تفاصيل
أنا سأرافقك بوسائلي إلى حيث تحتاج أن تذهب و سأساعدك على تلبية احتياجاتك النفسيّة التّي تفصح عنها أنت و هذا الشغل من شأنه أن يحدث فيك التّغيير ومن شأنه أيضا أن يطوّر فيك أشياء كثيرة قد تذهلك
